الأحد، 23 مايو 2010

النقابات الفرنسيّة في الحوض ألمنجمي عنوان للتضامن والتعاون






النقابات الفرنسيّة في الحوض ألمنجمي

عنوان للتضامن والتعاون

قام وفد نقابي فرنسي بزيارة تضامنيّة لمدينة الرديف يوم 18ماي الجاري وقد تكوّن الوفد من خمسة نقابيين يمثلون مختلف التنظيمات النقابية الفرنسيّة وهم: فيليب ريو عن الكنفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل، وميشال ديبون دي بورغارد عن الفدرالية النقابية العامة للتعليم، وألآن بارون عن منظمة نقابيون متضامنون، وكورين فيال عن الفدرالية النقابية المتحدة، وجون فرانسو كوربو عن النقابة العامة للشغل، يصاحبهم الأستاذ العميد عبد الستار بن موسى، والأستاذ كمال الشريف للتعبير عن مساندتهم لأهالي الحوض ألمنجمي.

وقد حلّ الوفد النقابي بمدينة قفصة مساء الاثنين 17ماي حيث كان لهم لقاء مع الوجوه النقابية بالجهة للتعرّف على الوضع النقابي في جهة قفصة وظروفه ومشاكله، وقد كان الحوار بناء في كيفيّة التعاون بين النقابات الفرنسية والنقابات التونسيّة على مستوى الجهات وجرى نقاش مطوّل حول تاريخ الحركة النقابية في تونس وخاصة جهة قفصة كمدرسة أنجبت مناضلين لهم اشعاع نقابي دولي، ويذكر أنّ الوفد النقابي قد تقدّم بطلب رسمي لإجراء حوار مع المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي بقفصة حول ملف الحوض المنجمي وسبل التعاون النقابي بين الضفتين، لكنّ طلبهم قوبل بالرفض دون إعطاء تبرير لذلك.

هذا وقد حلّ الوفد النقابي الفرنسي بالمحكمة الاستئنافية بقفصة صبيحة الثلاثاء 18 ماي لحضور جلسة الصحفي الفاهم بوكدّوس المحكوم بأربع سنوات سجن على خلفية تغطيته للحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي، وقد عبّروا عن مساندتهم لقضية الفاهم بوكدوس وطالبوا بوقف نزيف المحاكمات الجائرة.

استقبال كبير للوفد النقابي الفرنسي في الرديف

لدى حلول الوفد النقابي الفرنسي بالرديف كان الاتحاد المحلي للشغل يعج بالمستقبلين من نقابيين ومساجين والناشطين الذين رحّبوا بالضيوف مكبرين مجهودهم في مساندة سجناء الحوض المنجمي وعائلاتهم، وكان للوفد جلسة عامة مع المواطنين والنقابيين والمساجين، وقد تولّى المناضل عدنان حاجي الترحيب بالضيوف وتقديم بسطة عامة عن الظروف البائسة التي تعيشها مدينة الرديف بعد سنتين على اندلاع الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي والتي جاء الفيضان ليزيد من معاناتها، وقد تداول على الكلمة كل أفراد الوفد ليقدّموا للحضور الأسباب التي جعلت مختلف النقابات الفرنسيّة تساند تحرّكات الحوض المنجمي، ثم وقوفهم الى جانب المساجين أثناء محنتهم إيمانا منهم بمشروعية الحركة وعدالة مطالبها.

وقد أكّد السيد آلان بارون " أنّ حملة المساندة النقابيّة ستتواصل ما دام المساجين يعانون من البطالة ولم يستعيدوا بعد وظائفهم في غياب عفو عام وبقائهم تحت طائلة السراح الشرطي، وأنّ التضامن سيتواصل مع الحوض المنجمي حتى يتمّ الإفراج عن حسن بنعبداللة وبقية السجناء الآخرين"، من جانبه تحدّث كوربو عن الوضع البيئي والصحي والتنموي بالرديف حين قال: إنّ المشهد يوحي بالبؤس والفقر لمدينة تنام على ثروة الفسفاط رأيت ما يؤلم من الفقر وبنية تحتيّة معدمة"، وأضاف "أنّ العمل النقابي يلزمنا بالوقوف مع القضايا العادلة خاصّة وأنّ العديد من المساجين الذين أطروا هذه التحرّكات هم نقابيون مشهود لهم بالنزاهة والنضال"

زيارات تضامنية للشهداء والمساجين

وقد أدّى الوفد جملة من الزيارات كانت أوّلها لعائلة الشهيد عبد الخالق عميدي ليطلعوا على الحالة الصحية لوالده الذي أصبح يعاني آثار الصدمة النفسية لموت ابنه بالرصاص وتدهورت صحته بشكل ظاهر ولم يعد قادرا على التحكم في حركات أطرافه ، وكانت للوفد زيارة لعائلة الشهيد الحفناوي مغزاوي وكانت أمه قد توجّهت بنداء عبر صحيفة الطريق الجديد أثناء الزيارة وقالت باكية " لن يذهب دم الحفناوي بلا عقاب.. نريد محاسبة من أطلق على ابني الرصاص، لم يكن ابني مسلّحا.. كان يطلب الخبز والشغل.."، وقد بلغنا من بعض المصادر أن عائلة الحفناوي قد تعرّضت للتهديد والهرسلة بعد الزيارة مباشرة من طرف أحد رؤساء الشعب وأبلغه أنّ معتمد الرديف يطلبه في لقاء خاص.

وقد توجّـه الوفد النقابي رفقة قادة الحركة الاحتجاجية والمحامين في زيارة تضامنيّة إلى منزل السجين المنجمي حسن بنعبد الله وكانت للوفد زيارة وديّة لوالدة حسن بنعبد الله التي كانت تعاني كبرها ووحدتها ومرضها المزمن في غياب ابنها وراء القضبان بحكم جائر كما وصفته هي لمدّة أربع سنوات بتهمة المطالبة بالشغل والخبز بعد دراسته الجامعيّة الناجحة، وقالت بلوعة: "كنت أنتظره عريسا فأمسى سجينا، لا أريد له الشغل، أريد له الحريّة لأراه أمامي، سأموت قبل أن أراه..."

وأقد أقام أهالي الرديف غداء على شرف الوفد النقابي الفرنسي وشرف المحامين الذين عبّر لهم الأهالي في شخص السيد العميد عبد الستار بن موسى عن الامتنان لما قدّموا من مجهود من أجل العدالة ورفع الظلم عن المساجين، وجرى عرض لكل المصاعب التي يعانيها المسرّحون من سجناء الحوض المنجمي في غياب العمل والحصار الأمني والمراقبة المستمرّة والتضييق على حياتهم الخاصة، ثم قام الوفد بزيارة للأماكن التي تضرّرت من جرّاء الفيضان للإطلاع على الوضع الكارثي الذي لم تلغى آثاره حتى الآن.

الوفد النقابي الفرنسي في ساحة محمد علي

رغم رفض المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل استقبال الوفد النقابي الفرنسي خلال زيارته لتونس والحوض المنجمي والذي لم نعرف أسبابه، فإنّ النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والتعليم الثانوي كان لهما لقاء مع هذا الوفد في مكتب النقابة العامة للتعليم الثانوي بساحة محمد علي، وكان ذلك صبيحة الأربعاء 19 ماي وجرى اللقاء بحضور أغلب أعضاء النقابتين.

كما أجرى الوفد جملة من اللقاءات مع بعض فعاليات المجتمع المدني منها لقاء مع السيدين مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي من اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي، وجرى لقاء ثاني مع السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الانسان، ثم مع السيدة سناء بن عاشور رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وقد تناولت اللقاءات الوضع الراهن لمكوّنات المجتمع المدني وما تعانيه من حصار وهرسلة، وعلاقة هذه المكوّنات بالعمل النقابي والاجتماعي.

عبيد خليفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق