الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

عبيد خليفي: تجـــاعـــيـــد

تجـــــاعـــيــــــد

ذات ليلة ناشدت عجوزا وهي ترتدي كفنها أن تعشقني، فابتسمتْ، ثمّ ضحكتْ، وانشغلتْ عنّي بكفنها وتجاعيدها مُشيحة عنّي بوجهها أبـــدا..

الشّفق يُداعب الرّموش لتصحو من غفوتها، الصّبح والفجر والشّروق والشّمس.. مفردات تحارب اللّيل منذ الغروب، خيوط الشّمس تنسجها أنامل عجوز في السّبعين لترتقي في سلّم الخلق والنّشور، هاربا من تفاصيل العذاب أنكُث عهدي للعاشقين، الأرض مليئة بالسراب واليباب، الوصل في أرضي فصل بين الحواري والجواري، أنا اعرفهم كصفحة يديّ، واستبينهم كماء الوجه ينضُو صُبحا وقُبحــــا:

للّذي يدري ولا يدري

الدّمع في المُقلة يجري

والشّوق في الأعماق يسري

للّذي يدري ولا يدري..

لم نعُد نُفرّق بين الجمال والعُهر

بين الشّوك والزّهـــر

بين جنون العشق ورصانة العقل..

للّذي يدري ولا يدري

أنام وحيدا

وأتخيّلني أدُسُّ رأسي

بين تجاويف الصّدر

ولكم أحصيُ فيه حبّات الرّمل..

للّذي يدري ولا يدري

وحيدا كئيبا

أشكو حالتي من قلّة الصّبر

فاسدا عاجزا

لا يملك من الدّنيا سوى الكفن والقبر

كيف لي أن أنوي

وأنت ملكت كلّ سرّي

الخير خيرُك والشرُّ شــــرِّي...

عبيد خليفي

12/10/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق