الخميس، 8 أبريل 2010

التاسع من أفريل : للشهــداء نصيب من الكلام

فريل عيد الشهداء.. كيف يمكن أن نحتفل بهذا العيد؟ هل سنقرأ الفاتحة على قبورهم صبيحة العيد في موكب شعبويّ ساذج أم علينا أن نبول على قبورهم كما أوصانا المرحوم صالح القرمادي حين رثى نفسه شهيدا؟ مساكين أولئك الشهداء.. هــل كنّا أهـلا لتضحياتهم ودمائهم الزكيّة الطاهرة.. هم دفعوا لنتحرّر تحت اسم مستعار اسمه الاستقلال، ماذا لو نهضوا من قبورهم ليروا الحريّات تباع كعلب السردين في المغازات العامة، والديمقراطيّة يحوكها خيّاط فاشل..
شهد، يشهد، شهادة، شاهد جمعها شهود، وشهيد جمعها شهداء، واستشهد، يستشهد، مستشهد وجمعها مستشهدون.. لم نجد في صياغاتها اللغويّـة ما يخرجها عن سياقاتها التأويليّة.. هذا الذي يهب نفسه ودمه للكلمة الرّمز.. الأرض والوطن بتفسيرنا لا بتفسيرهم للوطنيّة وهم يمنحونها بالمقاسات والمقامات.. ويشهد الشهيد أنّنا ما كنّا غير تجّار دمـاء ومواعظ وفتن للغابرين، وعلينا أن نستشهد ونحن نستحضر قوائم الشهداء وذاكرتنا المثقوبة تتسلّل منها الأسماء والأشيـاء..
لم أبلغ من العمر سنينا لأعرف معنى الشّهادة ولهيبها الوطنيّ، لكنّي تألمت لطوابير شهداء الحريّة والخبز، وشهداء الوطـن المستقلّ تحت نيران الإخوة الأعداء.. لن يفصلني التاريخ والزمن عن آخر الشهداء.. الحفناوي مغزاوي وعبدالخالق عميدي وهشام بنجدّو هذا ما دفعت الرديف في انتفاضتها بالحوض المنجمي..
أحسّ أنّ كل قطعة خبز في فمي تغمس في دمائهم فأكتوي بنارهم.. سال الدم رقراقا دافئا حزينا في شوارعها تلك المدينة التي تحتضن جثامينهم.. هل علينا أن نفتخر بهم أم أن نشعر بالخزي والعار لأنّنا قد ننساهم في وهج الحياة ولهيبها..
من يستطيع ان يمنح صكّ الشهادة حين راحت عائلاتهم لتضع رخاما على قبورهم كتب عليها كلمة "شهيد" فيمنعون بالقوّة والتهديد؟؟ ولكنّنا نقشنا أسماءهم على قلوبنا وجعا ووفاء مطلقا، يمكنهم أن يحملوا كلّ رخام الأرض وينقشوه بانجازاتهم وأوهامهم الكاذبة وقصائد البلاطات..
الشهيـد قصـيد، دم الشّهيــد عتيد عنيـد.. على مصير البلاد شاهد وشهيــد.. مضى الحفناوي وهشام وعبد الخالق سخريّة من الجوع والفقر والبؤس الوطني جــدّا..
عبيد خليفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق